لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
shape
الفتاوى الجبرينية في الأعمال الدعوية والإغاثية
14940 مشاهدة print word pdf
line-top
رابعا: الأسئلة التي وجهتها لجنة كفالة الأيتام

نبذة عن اللجنة:
لجنة كفالة الأيتام من اللجان العاملة بالندوة، وبدأت عملها في عام 1406 هـ، وتكفل اللجنة حاليا حوالي (5000) يتيم من ستة بلدان، هي: أفغانستان فلسطين كشمير بنجلاديش كردستان العراق تايلاند و تبلغ قيمة الكفالة السنوية للأيتام (1200) ريال لكل من كردستان العراق، وفلسطين و (960) ريالا لكل من كشمير بنجلاديش تايلاند أفغانستان وتقوم اللجنة بتشغيل مشاريع الكفالة للأيتام عن طريق مكاتب الندوة الخارجية في البلدان المعنية، أو بالتعاون مع مؤسسات خيرية مسجلة وموثوقة، كما تسوق اللجنة استمارات الأيتام عبر مكتب الدمام والمكاتب الأخرى التابعة لمكتب الندوة بالمنطقة الشرقية وترصد مخصصات الأيتام، ثم تقوم بتحويلها إلى الجهات المعنية، وتقوم اللجنة أيضا بتوفير تقارير عن حالة الأيتام، وكذلك تذكر الكفلاء بمواعيد حلول دفع مخصصات الأيتام، وترسل مندوبين لتسليم أموال الأيتام، ولزيارة مشاريع الكفالة للمراقبة والمتابعة.

السؤال الأول: <ملحق_ربط رقم=14/>
لدى لجنة كفالة الأيتام بالندوة العالمية للشباب الإسلامي بالمنطقة الشرقية مشروع لكفالة الأيتام الأفغان، يقدر حاليا بحوالي أربعة آلاف يتيم، مع العلم بأن عددهم قد بلغ قبل عدة سنوات حوالي 7500 يتيم، وسبب ذلك عودة عدد كبير من الأيتام إلى مناطق نائية داخل أفغانستان وتركهم لمخيمات الهجرة في باكستان بعد اندحار الغزو الشيوعي، وبلوغ عدد منهم لسن الرشد، بالإضافة إلى الإحباط الذي أصاب عددا من الكفلاء؛ جراء ما يحدث على الأرض الأفغانية من احتزاب بين الأخوة هناك، تسبب في توقفهم عن الكفالة.
وتتابع اللجنة مشروع الكفالة المذكور منذ عام 1406 هـ بالتعاون مع مؤسسة الاتحاد الخيرية في بيشاور بباكستان وقد كانت هذه المؤسسة طيلة الفترة على قدر كبير من المسئولية (تعاونا وانضباطا ومتابعة).
وبسبب رحيل عدد كبير من الأيتام الأفغان من مخيمات الهجرة في بيشاور لمدنهم وقراهم النائية داخل أفغانستان ونتيجة لصعوبة مراجعة هؤلاء الأيتام لمكتب مؤسسة الاتحاد الخيرية في بيشاور لبعد المسافة ولظروف الحرب الأهلية ولأسباب أخرى عديدة؛ تكدس لدى مؤسسة الاتحاد أموال لهؤلاء الأيتام الذين لم يراجعوا منذ فترة طويلة لاستلامها، وأصبح من المستحيل الاتصال بهم.
وتجد لجنة كفالة الأيتام صعوبة في إرجاع هذه الأموال لأصحابها الكفلاء؛ نظرا لطول الفترة الزمنية، وبسبب توقف بعض الكفلاء وسفر بعضهم الآخر، أو انتقالهم لأماكن عمل جديدة خلال هذه الفترة الطويلة، وما يتبع ذلك من تغير لعناوينهم البريدية، فهل يجوز للجنة كفالة الأيتام أن تستعيد هذه الأموال لاستثمارها هنا في المملكة لصالح مشروع كفالة الأيتام؛ حيث أن وجودها لدى اللجنة في المملكة أكثر أمنا من بقائها في حساب مؤسسة الاتحاد في بيشاور ؟
الجواب:
أرى جواز استعادة هذه الأموال واستثمارها لصالح مشروع كفالة الأيتام؛ حيث إن أهلها الذين بذلوها قد سمحوا بها وتبرعوا ببذلها، ولا رغبة لهم في استرجاعها بعد أن أخرجوها صدقة لوجه الله، ثم بعد استعادتها لا مانع من استثمارها أو صرفها لجهة أخرى، فالأيتام موجودون في كثير من البلاد الإسلامية: كالبوسنة والهرسك والصومال وكشمير والفلبين ونحوها، وكذا المشاريع الخيرية بحاجة إلى هذا المال المرصد بدون أن يصرف لمستحقه، ويجري أجره لمن بذله، والله أعلم.
السؤال الثاني: <ملحق_ربط رقم=15/>

خلال موسم شهر رمضان الماضي، قامت لجنة كفالة الأيتام بالندوة بتعميد مؤسسة الاتحاد الخيرية في بيشاور والمشرفة على مشروع تحفيظ القرآن الكريم بـ أفغانستان الذي ترعاه اللجنة، بصرف مبلغ من المال لتفطير الطلاب الذين يدرسون في حلق التحفيظ، على أن يتم تسديد المبلغ من تبرعات إفطار صائم لنفس العام، إلا أن اللجنة لم تتمكن من جمع المبلغ كاملا، فهل يمكن للجنة أن تعوض العجز الذي طرأ في موسم رمضان الماضي، من حصيلة جمع إفطار صائم في رمضان القادم؟
الجواب:
أرى أنه لا مانع من تسديد المبالغ التي اقترضتها اللجنة في العام الماضي لتفطير الصوام، من التبرعات التي تبذل لتفطير الصوام من هذا العام؛ لأن الذين يبذلونها يريدون الأجر، وحيث إن تلك المبالغ صرفت في إفطار الصوام، فإن تسديدها يكون فيه الأجر المرتب على ذلك، والله أعلم.

line-bottom